أدولف هتلر (الطبعة الثالثة)

كتاب التاريخ لم يغلق بعد، والبحث التاريخي الدقيق يكشف لنا كل يوم أن ما يبدو أمام العين براقًا يجذب العيون ليس كله ذهبًا، ولكن حصافة الناظر الناقد وحنكة الخبير توجب التدقيق حتى نستجلي حقيقة التاريخ، وهذا الكتاب يبحث شخصية نابليون بونابرت، والتي لا تُذكر إلا بخير الخلال في كتب التاريخ، والحقيقة أن جرائمه كثيرة لا تحصى؛ وقد أصاب من دماء الأبرياء الكثير، وساس الأمور بالقسوة المرفوضة التي تتبرأ منها الإنسانية.
وإن من يقرأ هذا الكتاب سيجد أنه جاء بعد عناء وبحث علمي دقيق واستقصاء واستقراء للحوادث التاريخية؛ ليجلو حقيقة جرائم نابليون بونابرت ويعيد للتاريخ حقه؛ حتى يرى القارئ حقيقة هذا القاتل ومن قتلهم، بلا تمجيد لا وجود له في الحقيقة. وهذا الاستعراض لجرائم نابليون بونابرت يأتي وفق منهج التحليل التاريخي، وذلك عبر قراءة الأحداث ومعرفة مغزاها، وكيف كان نابليون يسعى لتحقيق مآربه الشخصية عبر برك الدماء؛ مما جعل صياغة حياته سلسلة حروب متتابعة شنها في الشرق والغرب من أجل طمع وهوى نفسي لتحقيق مجد شخصي.
وما يميز هذا الكتاب بين يدي القارئ أنه جمع مادة موثقة من أجل كشف حقائق حياة نابليون بونابرت، مما يجعل القارئ يستفيد كنزًا من المعلومات عن أصول نابليون وعن تاريخ فرنسا القديم والتي كانت الساحة الكبرى للأحداث في عصره، ثم يعرض الكتاب لتربية نابليون وسط أسرته وكيف كانت حياته وحياة إخوته وإلى أين انتهى بهم حالهم، ومما يجعل الكتاب عميم الفائدة لقارئه أن يتعرف عبره على الفكر الذي سيطر على عصر نابليون، والذي كان ذا دور مؤثر في تكوينه العقلي، ويدعم القيمة العلمية لهذا الكتاب التناول الفريد لحدث الثورة الفرنسية، والغوص والاستقصاء لتفاصيل تلك الثورة التي صعد على أكتافها نابليون بونابرت، وتسلل حتى صار قنصل فرنسا ثم إمبراطورها، وكان ذلك عبر جرائم دموية وحروب أكلت الأخضر واليابس من أجل أن يستتب له الملك.
وحقيقة الأمر أن جرائم نابليون لم تتوقف عند حدود أوروبا فقارئ هذا الكتاب سيجد فصلاً خاصًا للحديث عن الحملة الفرنسية على مصر والشرق، وما أصاب أمتنا من جرائم للاحتلال الفرنسي سببها طمع نابليون البشري، كما يتعرف القارئ أيضًا على ما حدث لنابليون بعد فشل حملته تلك وعودته إلى فرنسا؛ وكيف صار الإمبراطور الفرد يحرك جيش فرنسا كيف شاء؛ حتى انتهى مهزومًا ومات في منفاه، كما يستفيد القارئ من هذا الكتاب أن يع